واع / حين يُرسم الشرق الأوسط بأنفاق تحت الأرض/ آراء حرة/ عتاب بغدادي
ما يحدث في هذه المنطقة من العالم ليس محض صدفة. فـ”ممر داود” لم يُطرح فجأة كما يبدو، بل هو جزء من لوحة جيوسياسية أكبر تُعرف بـ”مشروع إيتون”، ذلك المشروع الذي تحدّث عنه عدد من الكتّاب والباحثين منذ سنوات، وأكدوا أنه لا يهدف فقط إلى تفتيت الشرق الأوسط، بل يسعى لإعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا، وربما الروح الجماعية كذلك.
“مشروع إيتون” بحسب ما يُتداوَل، يقوم على مبدأ تقسيم المنطقة إلى كانتونات طائفية وعرقية، متنازعة في العلن أو خاضعة في هدوء لسلطة مركزية. في قلب هذا المشروع تقف “إسرائيل”، لا بوصفها كيانًا سياسيًا تقليديًا، بل باعتبارها مركزًا روحيًا–سياسيًا جديدًا. وهنا يتكشّف دور “ممر داود” بوصفه أكثر من مجرّد بنية تحتية، بل رمزًا وتحقيقًا لرؤية توراتية–صهيونية تتقاطع فيها السياسة بالعقيدة.
يرى منظّرو المشروع أن الطريق نحو القيادة العالمية يمر من القدس، ولكن ليس كمدينة فقط، بل كرمز للسيادة المطلقة. ولهذا، يسعون إلى إنشاء ممر يربط بين “أورشليم الروحية” وعمق كيانهم، ممر مقدّس في الرواية الصهيونية، يمهّد لبناء الهيكل، ويعيد تشكيل المشهد الديني والسياسي في آن واحد. إنّه طريق جغرافي–رمزي، تتخلله شبكة أنفاق، وتحويل ممنهج للقدس من مدينة حيّة إلى متحف صهيوني مغلق على رواية واحدة.
“ممر داود” بهذا المعنى ليس سوى شريان من شرايين مشروع إيتون، أداة مغلّفة بهالة دينية مصطنعة، تؤدي وظيفة استراتيجية في إعادة ترتيب ملامح المنطقة، لا فوق الأرض فقط، بل في عمق الوعي والذاكرة.
في الختام،
الأنفاق التي تُحفر بصمت قد ترسم مستقبل المنطقة أكثر مما تفعل الجيوش الصاخبة. ففي زمن الخرائط غير المعلنة، تبدو الأرض مجرد واجهة، بينما تُحاك المشاريع الحقيقية تحتها، في طبقات لا تُرى… إلا لمن يقرأ الرموز قبل أن تتحوّل إلى واقع.
هذه ليست حقائق تاريخيه بل تحليليه .
مثلما ربطت زياره البابا لزقوره اور والان اصبحت مكان حج ديني للاجانب.