واع / جرائم القتل والاغتيال… موت يلاحق المستضعفين وقانون لا يردع المجرمين

واع / بغداد / سلام الساعدي

لا يختلف اثنان في إن جميع الأديان السماوية والأعراف الاجتماعية قد صنفت جرائم القتل العمد بخانة الأفعال الوحشية , والممارسات اللا إنسانية , كونها لا تقتصر على إزهاق النفس البريئة فحسب بل تمتد إلى تشتيت وضياع أسرة بكاملها وهذا ما يحصل في الأعم الأغلب لدتاعيات أي جريمة قتل , على اختلاف المنزلة الاجتماعية للمقتول ( اب , ام , ابن , ابنة ) كلهم بالتي إما يقودون أسرة أو أبناء لأسرة معينة .الطامة الكبرى ان بلدنا يعد من اكثر الدول التي تملك العديد من الدوائر والمفاصل الخاصة بالأجهزة الأمنية ولكن بالمقابل يعد أيضا” من أكثر الدول ارتفاعا لمعدل ارتكاب الجرائم والقتل  فمنذ سنوات، وبين فترة وأخرى، تشهد المحافظات العراقية عموما” وبغداد خصوصا” ارتفاعاً بمعدل الجريمة المنظمة. لا سيما جرائم القتل والخطف والسطو المسلح على منازل المدنيين فقد ارتفعت مؤخراً بشكل ملحوظ مما جعل العراق يصنف دولياً كأسوأ بلد للعيش , وللغوص في سبر هذا الموضوع ارئت ( وكالة انباء الاعلام العراقي ) اجراء تحقيقا” للوقوف على ابعاده وتداعياته …

الخوف يلازمنا في كل الاوقات

المواطن سمير قاسم تحدث بحرقة كبيرة قائلا ” لقد غيم علينا شبح الخوف وبالتالي واصبح يلازمنا ان كنا في منازلنا او خارجها , فقد استغل القتلة والمجرمين ضعف الاجهزة الامنية بعد ان حدثت العديد من الجرائم بقرب السيطرات الامنية ولكنهم لم يحركوا ساكن , وكذلك وجود السلاح المنفلت بصورة كبيرة , مما شجع القاتل الى استخدامه في أي وقت وزمان لابسط واقل الاسباب .

الشكوك بالجميع بات هاجسنا اليومي.. هذا ما ادلت به الموظفة المصرفية ليلى مجيد فقد تحدثت عن حجم المعاناة في الذهاب الدوام والعودة منه , فعامل الشك بجميع من نصادفهم اثناء السير فمرة نشعر بالملاحقة عن بعد ,ومرة نتوقع المار بأنه متجه نحونا بالقصد , وقد يكون كل ذلك اوهام بأوهام , ولكن هذا ما اصبح عليه حالنا في ظل تفشي وانتشار جرائم القتل والاغتيال .

ارتفاع غير مسبوق للجرائم

ويؤكد الخبير الأمني العراقي فاضل الشويلي على أن العراق لم يشهد ارتفاع معدلات الجريمة المنظمة في تاريخه كما هو الحال اليوم، إذ إن المحاكم والسجون باتت تضيق بنزلائها. مبينا” أنه باستثناء المتهمين بقضايا ما يعرف بـ “الإرهاب” فإن السجون العراقية مكتظة بنزلاء ومجرمين في مختلف الجنح الجنائية المتعلقة بالقتل والسطو المسلح وتجارة المخدرات والسرقة والنصب وتبييض الأموال.

القضاء المساهم الأكبر في ملاحقة الجريمة

 القاضي إياد محسن ضمد برأ ساحة القضاء من أي تقصير، وقال إن القضاء يعد المساهم الأكبر في ملاحقة الجريمة ومعاقبة مرتكبيها، ومن ثم تحجيم أثرها ومنع انتشارها من خلال ما تنظره مختلف محاكم التحقيق والجنح والجنايات في عموم العراق من قضايا.

ونوه القاضي بمساهمة مجلس القضاء الأعلى إضافة إلى بقية السلطات في الدولة في مجال مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال والجرائم المالية والإلكترونية ومحاكمة مقترفيها.

البطالة احد دوافع الجرائم المنظمة

(البطالة محفز للجريمة) بهذه العبارة، يصف رجل الدين الشيخ حسين السوداني العلاقة بين البطالة والجريمة المنظمة، فالبطالة والجريمة المنظمة متلازمتان خطيرتان، ما إن تفشت أولاهما في مجتمع حتى ارتفعت نسبة الثانية إلى معدلات قياسية، فالعراق الذي يعاني من ارتفاع معدلات البطالة بين سكانه إلى مستويات غير مسبوقة، يلازمها ارتفاع معدلات الجريمة المنظمة في مختلف المحافظات.

 إذ يقول” إنه نظرًا لأن العراق بلد إسلامي يخلو من السافحين القتلة المتعارف عليهم في الدول الغربية، إلا أن البلاد في ذات الوقت تعاني من ارتفاع نسبة الجريمة المنظمة بسبب تفشي البطالة وقلة الوعي والإرشاد الاسري والتربوي.

علم النفس يربط الجرائم بالتدمير الفيزيقي

الأكاديمي وأستاذ علم النفس “خليل البدري كشف عن ارتباط وثيق بين الوضع الاقتصادي عامة والبطالة خاصة وبين الجريمة، إذ يرى الطائي أنه حيث تكون معدلات الجريمة مرتفعة يكون البناء الاقتصادي للدولة ضعيفاً، وأن ذلك الضعف يتمثل في إهمال المشاريع الاقتصادية الحيوية ونمو البطالة وتزايد معدلات الخراب والتدمير الفيزيقي بسبب الافتقار إلى الخدمات العامة واستشراء الفساد.

وبيّن الطائي أن جميع تلك العوامل المؤدية إلى الجريمة موجودة في العراق، إذ إن معدلات الفقر في العراق كبيرة جدًا، يرافقها نسب بطالة وصلت إلى حدود قياسية، ففي آخر تقرير عن معدلات البطالة في العراق، كشف صندوق النقد الدولي في تقريره الخاص بالعراق إلى أن معدلات البطالة وصلت إلى حدود قياسية بتسجيلها 40% بين السكان في البلاد

الداخلية واسباب تزايد جرائم القتل

 مسؤول أمني رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية، طالباً عدم الكشف عن هويته، ” إن “العراق، بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم داعش، شهد تزايداً ملحوظاً لجرائم القتل والخطف والمساومة عليهم، كما شهد تزايداً لافتاً لعمليات السطو المسلح على المنازل والمحال التجارية”.

وأضاف: “90% من الجرائم التي شهدها العراق خلال الأشهر القليلة الماضية دوافعها مادية، وكذلك تعاطي المخدرات وايضا” وأن “العراق أمام تحد خطير وكبير في ظل تصاعد جرائم القتل إلى مستويات مخيفة ربما تفوق خطر تنظيم داعش”، مشيراً إلى أن “المواطن العراقي أصبح لا يأمن على نفسه ولا على عائلته”