واع/المصورالفوتوغرافي الرائد سمير مزبان..قناص الصـور واللقطـات الذكيـة!!

وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع / خالد النجار / بغـــداد

سمير مزبان مصور رائع واسم لامع في عالم التصوير الفوتوغرافي .. ويستحق التسمية بجدارة ، كنا قد عرفناه في الثمانينات زميلا وصديقا طيبا عملنا معا في مجلة المراة، يحبه الجميع في الصحافة صغارا وكبارا، فارقتنا ظروف الحياة ولكننا متواصلين من خلال  كاميرته التي تصطاد اللقطات كالقناص الذي يصيب الهدف المطلوب ،حيث كانت تجوب عوالم كثيرة كما صورت احداث الحرب العراقية الايرانية في الجبهات، والمهرجانات الكبيرة المحلية والعربية والعالمية ،اضافة الى تجوال كاميرته في احياء بغداد الحبية وصوره التي اصبحت خزينة في الذاكرة التراثية والفولكلورية البغدادية، وفي محافظات العراق لقطات بارعة جدا حين يقتنصها مزبان دائما من رحم المعاناة ووجدانها، صورا تبكي وصور تضحك صورا جادة واخرى مؤلمة.. هذا المبدع حصل على العديد من الجوائز محليا وعربيا وعالميا واستحق بجدارة ( جائزة البوليترز) الدولية التي منحتها له هذه المؤسسة العالمية، واصبحت صوره مواضيعا بل تقاريرا صحفية كاملة تتحدث بلا كلام ..

ـ الزميل والصديق العزيزالمبدع سمير مزبان كان ضيفا على ( وكالة انباء الاعلام العرقي ـ واع) ليحدثنا عن تجربته الكبيرة في التصوير الفوتوغرافي واهميته واهم اللقطات والجوائز التي حصل عليها، والمواقف المحرجة والخطرة التي تعرض لها طيلة عمله في هذا المجال حيث يقول : بداية اشكر زميلي وصديقي الاعلامي خالد النجار لاجراء هذا الحوارالذي يعيدني بالذاكرة الى ايام خلت حيث كنا نعمل سويا ..ولاشك بان بدايات التصوير كانت في سبعينيات القرن الماضي على يد أساتذتي الكبارفي محل (المصور محمد الشمري رحمة الله) في مدينة الثورة ـ داخل – والأستاذ جبار فرج، والمرحوم المصور حميد العراقي.. احببت مهنة التصوير لقربها من هوياتي الاولى في الخط والرسم وخاصة رسم الكاريكاتير .. ودخلت عالم الصحافة في نهاية سبعينيات القرن الماضي في مجلة صوت الطلبة، وتعلمت فن التصوير الفوتوغرافي على يد استاذي الكبير المرحوم سامي النصراوي في قسم التصوير المركزي، ومجلة المرأة الذي أخذ بيدي لتعلم انواع فنون التصوير الفوتوغرافي، وتعرفت على كثير من المصورين العراقيين الكبار في الصحافة والجمعية العراقية للتصوير.

ـ ( واع ) تسال مزبان عن اخطر المواقف التي تعرض لها في حياته العملية والصحفية فيؤكد : كثيرة هي المواقف الصعبة والمحرجة في حياتي الصحفية واذكر منها ماحصل لي خلال الحرب العراقية الايرانية واثناء تصوير تقدم قواتنا المسلحة في مدينة المحمرة تعرضنا الى قنص من قبل القوات الايرانية وتم انقاذي من قبل قواتنا ..وكذلك في جزيرة ام الرصاص عندما رافقت لواء 66 قوات خاصة مع الزميلة المصورة السينمائيه سعاد السامر لتصوير احدى المهام القتاليه وتعرضنا على سيل من القنابل من الجانب الايراني ،اماا الموقف الثاني هي تعرضي للاعتداء والضرب والاعتقال من قبل رجال الامن العامه انذاك ! والاهانه من قبل محافظ بابل ( طالع الدوري )اثناء تغطيتي الصحفية لمهرجان بابل الدولي في نهاية تسعينات القرن الماضي  واصبحت قضيتي قضية رأي عام كتبت عليها كل الصحف العراقية والتي تدخل في حينها رئيس الجمهورية صدام حسين وامر بتشكيل لجنه تحقيقية من جهات رئاسية وامنية واعلامية وصحفية حول ملابسات القضية؟!

.ويضيف مزبان : اما الحادثة الثالثة عام 2003 عند الاحتلال الاميركي واثناء تغطيتنا للاحداث المختلفة تعرضنا الى عدة مواقف خطرة منها  نجوت من (محاولة اغتيال من قبل عصابات القاعدة) والتي ذهب ضحيتها زميلي المرحوم الشهيد اسماعيل سائق السيارة، كما تعرضت الى  اختطاف من قبل  مجموعة مسلحه  قرب ملعب الشعب!!كما اعتقلت عدة مرات وانا احمل كاميرتي من قبل القوات الامريكية في عدة اماكن  لمدة ساعات ،اضافة الى  تعرضي الى خطورة اثناء انفجار سيارات مفخخة اثناء تغطيتنا للاحداث في بغداد وتعرضنا الى محاولة اختطاف  في مدينة الرمادي وتم انقاذنا من قبل احد الاشخاص كان برفقتي  من اهل المدينة وغيرها من الاحداث الصعبة  اثناء تغطيتي الصحفية..

. (  واع  ) تسال مزبان عن راية بالتصوير الفوتوغرافي اليوم بعد دخول التكنولوجيا الرقمية والاتصالات المتطورة في حياتنا ؟  فيقول  : فعلا التطور حصل في كل جوانب الحياة وقلبها راسا على عقب!! ومن ضمنها التصوير الفوتوغرافي بالذات حيث اصبح  أسهل  واسرع  لكون التكنولوجية  قدمت خدمة كبيرة للمصور بشكل  عام في انجاز عملة ، ولكنها في نفس الوقت قد اثرت كثيرا على مضامين تلك الصور بعد ان دخلت البرامج اللتكنولوجية مثل الفوتو شوب والكوريل والفكسات والتركيب والكولاج وغيرها ..! وقد اختصر من جانب اخر كل المراحل القديمة التي كان يقوم  بها المصور من حصولة على الفلم الخام ونوعيته ودرجات ( الحساسية )و تنظيم سرعة الغالق  وفتحة العدسة  وانتظار التحميض وطبع الصور الذي يستغرق وقت  وجهد متعب من اجل الحصول على النتيجة الجيدة اما الان خلال ثواني يحصل على النتيجة وخلال دقائق يتم ارسالها الى (المجلة او الجريدة اوالمؤسسة الصحفية ) التي يعمل بها ومن اجل طبع الصور للمشاركة في المعارض والمنتسبات المختلفة ، بعد ان كان ينتظر ايام وليالي من اجل ايام  الحصول على صوره الشخص؟  ..وحتى في هذا المجال هذا التطور الحديث ومن خلال هذه التكنلوجيا والتقنية  في مجال التصويراصبح لدينا ايضا مصورين مبدعين ..

. ( واع   ) تسال الزميل مزبان عن اهم الجوائز التي حصدها خلال مسيرته فيقول : بلا شك اكبر الجوائز قد حصلت عليها هي ( جائزة البوليترز العالمية ) التي لاتمنح بسهولة الا من قدم عملا بارزا ومهما في التصوير وقد حصلت عليها عام (  Pulitzer Press 2005 ) وكنت اعمل مع وكالة  Associated Press منذ عام 2002 ولغاية 2007.، واستذكر ايضا عملي كمصور صحفي منذ عام 1979 في مجلة صوت الطلبة ومجلة المرأة و وكالة الأنباء العراقية ومجلة المصور العربي ، وشاركت في كافة معارض الجمعية العراقية للتصوير و وكالة الأنباء العراقية وأتحاد المصورين العرب ونقابة الصحفيين العراقيين وجمعية المصورين العراقيين في السويد واتحاد المصورين العرب فرع أوربا وأمريكا ، كماشاركت في معرض Inter Press Photo  في كوريا الشمالية و بغداد.

. ويضيف :  كما شاركت في اقامة عدد من المعارض المختلفة في العراق والدول الأوربية والقيت العديد من المحاضرات ذات العلاقة بالتصوير في السويد وألمانيا ومعاناة المصور الصحفي العراقي..وحصلت على تكريم وجوائز اخرى عالمية وعربية وعراقية ..كما اصبحت عضوفي الأتحاد الدولي للصحافة واتحاد الصحفيين العرب ونقابة الصحفيين العراقيين والجمعية العراقية للتصوير واتحاد المصورين العرب واصبحت رئيسا لجمعية المصورين العراقيين في السويد ،وعضوا في الامانة لاتحاد المصورين العرب ورئيسا لاتحاد المصورين العرب فرع اوربا وامريكا ،وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين العرب في السويد وسكرتير تحرير صحيفة( يورو تايمز) التي تصدر في السويد ، واقيم الان في السويد وامارس عملي المهني في التصوير و الصحافة بنفس الروحية واقتنصا الصور واهميتها.

  (  واع  ) : ماهي الصور التي اختزنتها ذاكرتك في مسيرتك وعشق الوطن والاهل؟!  يقول مزبان بالم وحسرة وحنين :اجد صعوبة في التعبير عن ذلك لان الهواجس والعواطف كعراقيين تغلبنا وتدفع بنا الى البكاء حبا وحنينا لشعبنا واهلنا ومنطقتنا ومدينتنا وعائلتنا، ورغم اني عشت غربة طويلة بعيداً عن اهلي وناسي وزملائي واحبتي واصدقائي  إلا أنني لم ولن انسلخ عن ذاتي ، قلبي وروحي تعيش في العراق وجسدي يعيش لوحده في الغربة مع أجمل اعمالي وصوري وذكرياتي التي تلاصقني بالم ومرارة هي حدث قلب كياني وحياتي وحياة عائلتي الا وهي اعتقال ابني عام 2007 اثناء ذهابه الى الدوام في معهد الفنون ويقال إنه في المعتقلات السرية العراقية ؟!

. واخيرا ( واع ) تسال مزبان عن امنياته وهوايته ،ماذ يحب وماذا لايحب ؟! فيقول  : مشتاق جدا لازور شارع الرشيد واتجول في احيائه وازقته وابنيته القديمة وارى ستوديوهات التصوير هناك التي تعرض اقدم الصورعن بغداد واحداثها في السابق، واود ان ازور بيتنا القديم واستذكر ايامي فيه ،واشتاق لاهلي واقاربي واصدقائي وزملائي واحبتي جميعا. وان تسالني عن ثلاثة أصدقاء قريبين لي ، لايمكن ان اذكر ذلك ! لاني ساتسبب في زعل الاخرين ولكن لاباس من ان اذكراصدقائي صباح عرار وكريم العبودي وعلي الجابري .. والكتب التي اقراها واعشقها هي كتاب الله عزوجل ( القران الكريم ) الذي نتمنى ونسال البارى عزوجل ان يجعل بلادنا بخير وسلام وامان ونقول دائما وابدا ( اللهم اجعل العراق بلدا امنا مطمئنا) .. كما اسال الله عزوجل ليخلصنا من عيوبنا وبؤسنا لأنه ,ولانه لايوجد انسان خالٍ من العيوب، وشخصيا احب الامان والصدق والوفاء ، وان الذي يجعل ايامنا وحياتنا سعيدة هي الصدق مع الله عزوجل والصدق مع الذات والصدق مع الاخرين ،اما المصورين اللذين اعشق عملهم الراحلين الفنان سامي النصراوي والفنان جاسم الزبيدي والفنان المرحوم مراد الداغستاني.