واع / لمحة لدلالة زيارة البابا / اراء حرة / رسول الحسون

كثيرة هي الدلالات الانسانية والدينية  لزيارة البابا فرنسيس الاول الحبر الاعظم كأول زيارة بابوية الى ارض الرافدين في الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم في ظل جائحة كورونا وما تعرض له بلدنا في الآونة الاخيرة من اعمال ارهابية وابرزها العمل الاجرامي في ساحة الطيران مما ادى الى استشهاد العديد من الابرياء بعد هدوء نسبي شهده العراق بعد دحر فلول داعش وهزيمته النكراء على ايدي مقاتلي ابطال العراق .

 في مقدمة تلك الدلالات للزيارة كما اكد عليها الفاتيكان  هي رسالة محبة والسلام لبلاد الرافدين وتعزيز وتعميق الأواصر والمشتركات والتواصل  بين الاديان . حيث العالم اجمعه يعرف أن  العراق يمتلك أقدم حضارة في السجل التاريخي الانساني وتلك الحضارة الغنية  بالمساهمات في مختلف المجالات  التي يشهد لها العالم اجمع بدأ من سن القوانين واقرار الحقوق مع الانجازات والاختراعات والابتكارات العلمية والادبية والفنية التي كانت انطلاقات لإبداعات انسانية في حقول العلم والمعرفة، حيث تحتفظ جميع متاحف المعمورة بتلك الاثار  ويكفي دليلا راسخا وثابتا في المقدمة لتطور البشرية جميعاً بان العراق انتج  أول كتابة  قبل سنة 3000 ق.م، والتي تسمى اليوم  الكتابة المسمارية ، ولذلك ليس مستغربا ان يكون اختيار العراق مهد للحضارات من مملكة السومريين و الأكاديين والبابليين والاشوريين وبلد الائمة الاطهار وجهة لتلك الزيارة التاريخية.

 لكن رغم توقيتها في ظل الظروف الصعبة والمعاناة الكبيرة الي يعيشها المواطن العراقي بعدما ما تحمل من وزر الحروب الكارثية وما قدم من تضحيات على الاصعدة كافة حيث لا تحصى ، وعلى وجه الخصوص في السنوات السابقة ما اقترفته العصابات الارهابية وما والتي لم تنفك عن تهديد ارواح الابرياء في كل مكان من ارض الوطن وما عمق المأساة تفشي الفساد السياسي والاداري والمالي في اعلى درجاته مما اهدر ثروات البلاد ودمر العباد.

 يأمل الكثيرين ان تكون هذه الزيارة تحقق الاهداف المرجوة منها في ارساء روح الاخوة والسلام والاستقرار  والتعاون وتوطيد اللحمة الوطنية والتسامح بين ابناء شعبنا ، حيث من المتوقع ان يوقع البابا وثيقة الاخاء مع المرجع الاعلى السيد علي السيستاني ، والتي سبقها توقيعه على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، في أبو ظبي، في شباط عام 2019 . وانها تأكيد للمكانة الاقليمية والدولية للعراق في رسم جسور التواصل بين الاديان السماوية وتعزيز الاخوة الانسانية، وهذا ما قاله البابا “معا اخوة بكل الطوائف الدينية في بلدكم“.