واع / إخفاقات كبيرة .. تضع العراق على شفا حفرة من النار / اراء حرة /بقلم فالح السويعي

كان الجميع متفائلا منذ اليوم الأول لتسنم الكاظمي رئاسة الوزراء، حيث عولت عليه الجماهير ووضعوا آمالهم فيه لكي يكون المنقذ والمخلص لمعاناتهم التي امتدت لسنوات طويلة عجاف . وكل الشعب ومكوناته وقفت معه وخاصة الإعلام والصحفيين وحتى الدول الكبرى والإقليمية والمجاورة..اذ حظي بدعم كبير لم يسبق له نظير.. الامر الذي كان يحتم عليه وعلى الحكومة التي يترأسها ان ينطلق نحو الامام ويحقق آمال الناس وتطلعاتهم التي باتت معلقة به فيفترض به ان يعمل على إزاحة الهموم والالام عن المجتمع بكافة أطيافه ومكوناته. لكن مع الأسف سرعان ما تبددت الآمال والتطلعات وحل مكانها الخوف والقلق من المصير المجهول للشعب العراقي من خلال تصاعد الخلافات بين القوى السياسية والتخبط في اتخاذ القرارات والتراجع المستمر للحكومة لأسباب متعددة ..الامر الذي أدى إلى حصول كوارث وفواجع في مختلف القطاعات الحيوية المهمة في البلد وبصورة غير مسبوقة من قبل . ان اول ضربة تلقاها الشعب ، كانت فيما يخص موضوع الاقتراض الداخلي والخارجي ورهن البلد لإرادة البنوك الداخلية والعالمية وتحميل العراق فوائد بمليارات الدولارات رغم التقشف الذي يعيش به البلد وصعود أسعار النفط العالمية، فادى ذلك الى ارباك الشارع العراقي وتراجع التبادل التجاري وحصول حالة من التذمر وخاصة من جراء زيادة الرسوم الكمركية وزيادة الضرائب على المكلفين بصورة غير شرعية فقط من أجل تعظيم الإيرادات (الجملة التي باع من خلالها أغلب ممتلكات الدولة). الأمر الذي جعل وزارة المالية تتخذ قرار خطير الا وهو رفع سعر الدولار بنسبة عالية وبشكل مفاجئ وغير تدريجي، فكانت ضربة قاصمة للاقتصاد والسوق المحلية وكل قطاعات الحياة، ولم تحسب الحكومة في حساباتها معاناة العوز والفقر لشريحة واسعة من المجتمع وخاصة بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة اعداد العاطلين عن العمل وتفشي البطالة بسبب جائحة كرونا وامور كثيرة. لقد راهنت حكومة الكاظمي بعبور هذه الأزمة من خلال هذا القرار الشجاع والجريء، وانه يستطيع من خلاله عبور الأزمة المالية بكفاءة عالية، لكن في المقابل ولدت آلاف المشاكل العسيرة التي سوف يصعب حلها على المدى القريب لكون الشعب اليوم يعاني من ضنك كبير في المعيشة إضافة الى التضخم الاقتصادي للبلد . من جانب آخر لم تستطع الحكومة من خلال وزارة الزراعة سد حاجة البلد من الخضراوات والفواكه والتي لو فعلت ذلك، لما زادت أسعار المواد الغذائية .. ولما هدرت أموال طائلة بسبب عملية الاستيراد . اما وزارة التجارة فهي الأخرى لم تساهم في التخفيف عن الآثار السلبية لقرار رفع سعر الدولار وزيادة أسعار المواد الغذائية.. رغم وعودها بتوفير مفردات البطاقة التموينية ومضاعفتها، الا ان ذالك كان مجرد تصريحات إعلامية لذر الرماد في العيون وخصوصا ونحن في شهر رمضان الكريم . لقد اجتمعت الكثير من العوامل السابقة والحالية على المواطن الذي لا حول ولا قوة له وحاصرته من جميع الجهات ولم تعطه فرصة للعيش أو تنفس الصعداء وأصبح بين الرحى والسندان . ولم يقف الموضوع عند هذا الحد . بل ذهب الى ابعد من ذلك فإن الملف الصحي هو الآخر لم يخدم المواطنين بل وساهم في قتله من خلال عدم توفير المستلزمات الأساسية للسلامة العامة في المستشفيات والدليل ما حصل في مستشفى ابن الخطيب والكاظمية وما خلفته الحرائق من عشرات الشهداء الذين قضوا نحبهم حرقا في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية. وهنا نتسائل: ما هو دور الحكومة في دعم الشعب.. اعتقد انه لا يوجد، رغم تمتعهم بامتيازات التي لا يوجد مثيل لها في أي دولة في العالم، بينما الشعب يعاني الفقر والحرمان، وزيادة على ذلك كله، فان الدولة تقوم بتحميل الشعب مالا طاقة له به من ضرائب ورسومات وغيرها من الدفع النقدي في كافة دوائر الدولة.. سؤالي هنا: الى اين يتجه العراق؟ ومن سوف ينصف هذا الشعب الذي عانى الويلات منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن؟ وماهي الجريرة التي ارتكبها حتى يمارس ضده العنف والاضطهاد والتعسف وووووووو الى ما لا نهاية .. لذا نرجو من كافة الشرفاء في وطني التكاتف والتراحم ونبذ كل فاسد وفضحه لكي تنتهي هذه الحقبة الخطيرة من تاريخ العراق.