واع/الصحة العالمية: العراق تجاوز الموجة الرابعة من متحورات كورونا

واع/ بغداد/ ح . ز

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، السعي لرفع مستوى التلقيح بالعراق إلى 75% منتصف العام الحالي، وفيما أشارت الى أن العراق قد تجاوز الموجة الرابعة، أكدت بدء العمل على اعادة بناء نظم المعلومات الصحية.

وقال ممثل المنظمة العالمية في العراق أحمد زوتين في مقابلة تابعتها (وكالة انباء الاعلام العراقي/واع) إن “منظمة الصحة العالمية تعمل في 194 دولة من جميع أنحاء العالم لتعزيز اعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه لجميع الناس دون النظر إلى العرق أو الدين أو المعتقد السياسي أو الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية”، مبينا أن “رسالتنا تكمن في تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم والفئات الضعيفة، فالحصول على رعاية صحية ملائمة وميسورة التكلفة حق من حقوق الإنسان والرعاية الصحية الشاملة مبدأ أساسي يسترشد به عمل المنظمة”.

وأضاف أن “ذلك انجلى بشكل عملي واكثر وضوحا بعد الاعلان عن جائحة كورونا 19 التي اجتاحت العالم منذ ما يقارب السنتين والعراق إحدى دول العالم التي تأثرت بهذه الجائحة نظرا للتحديات الجمة التي عانى منها القطاع الصحي في العراق”، مشيرا الى ان “دور المنظمة هو داعم وتقني واعتمد على التنسيق المباشر والتواصل القريب مع وزارة الصحة العراقية ودوائرها ومؤسساتها في كافة انحاء العراق”.

وأكد أن “مساهماتنا عديدة منها ما يتعلق بدعم برامج الصحة في مجال الامراض الانتقالية وغير الانتقالية ووضع ستراتيجيات برامج الاستجابة والوقاية من العنف والاصابات التي قد تؤدي الى العوق اضافة الى برامج الصحة النفسية والطوارئ”، لافتا الى أن “من اولوياتنا الحالية هو دعم دور الوزارة ومؤسساتها الصحية في الاستجابة لمتطلبات الوقاية واللقاح ضد جائحة كورونا ورفع معدلات اللقاح لنصل بها الى مستوى 75% منتصف هذا العام”.

وتابع أن ” الصحة العالمية أقامت العديد من ورش التوعية بمخاطر كورونا وعدم اخذ اللقاح شملت كل محافظات العراق اضافة الى عدد اخر من الورش التدريبية التخصصية في مجال ادارة الحالات والاستجابة لطوارئ الاوبئة وغير ذلك”، موضحا أن “المنظمة تجمع نخبة من الخبراء في مجال الصحة من جميع أنحاء العالم للمساهمة في تقديم التوصيات العلمية والتقنية المناسبة للارتقاء بالنظام الصحي في العراق والبدء بتنفيذ برنامج التغطية الصحية الشاملة وبناء نظم معلوماتية حديثة”.

دور المنظمة بالعراق

وتابع أن “دور المنظمة في العراق يشتمل على العديد من النشاطات والبرامج منها التوعوية ومنها ما يتعلق بالدعم اللوجستي كتجهيز الاجهزة المخبرية وتقديم المستلزمات الطبية اضافة الى عدد كبير من البرامج الاستراتيجية المتعلقة بدعم وزارة الصحة في بناء نظام المعلومات الصحية وبرنامج التغطية الصحية الشاملة ونظم المسح الوبائي والكثير غيرها”.

تقييم النظام الصحي العراقي

وبين أن “القطاع الصحي في العراق تعرض على مدى اكثر من 3 عقود الى الكثير من الضغوطات والتاكل في البنى التحتية بسبب عدم الاستقرار وتدهور مستويات الخدمات الصحية والطبية في غياب خطط التحديث الاستراتيجية للنهوض بهذا القطاع الحيوي ضمن منظومة التنمية الشاملة، كما أدى التراجع في الاوضاع الصحية خلال فترات الحروب وعدم الاستقرار الى انخفاض متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 65 عام سنة 1987 الى 58.2 سنة عام 2006”.

وقال زوتين “علينا اتخاذ خطوات جادة وسريعة للنهوض بهذه الموشرات والارتقاء بالواقع الصحي من حيث كم ونوعية الخدمات المقدمة والبرامج والمشاريع المستقبلية”، مشيرا الى أن “القطاع الصحي من القطاعات التي تتطلب قدرا كبيرا من الادامة والتحديث والتطوير المستمر على مستوى البنى التحتية ومستوى الخدمات المقدمة وكذلك الامكانيات المحلية للملاكات والقوى الطبية والصحية العاملة فيه وهذا يتطلب ميزانية كافية لاحتواء التقدم الحاصل في مختلف المجالات الطبية والعلمية وياخذ بنظر الاعتبار التوسع السكاني الذي يتطلب بدوره التوسع في مجال الخدمات الطبية المقدمة وعلى مستوياتها الثلاثة (الاولية والثانوية والخدمات الطبية التخصصية او الثالثة)”.

وبين أن “العراق بحاجة الى بناء مستشفيات ومؤسسات صحية اضافية لاحتواء الزيادة السكانية وتغطية الحاجة الى خدمات الرعاية الصحية الاولية وخدمات الطواريء في المناطق التي يتواجد فيها النازحون واللاجئون وكذلك العائدون في المناطق المحررة والتي لاتزال في طور اعادة البناء والاعمار بما في ذلك مؤسساتها الصحية”.

دعم العراق ماديا

وأوضح أن ” المنظمة العالمية وكالة تقنية وليست وكالة تمويل، حيث  تفخر بتقديم المشورة التقنية وليس الدعم المالي، وأن الدعم الفني يوفر أحدث المعلومات والدراية الطبية لمختلف الدول الأعضاء في جميع أنحاء العالم”، لافتا الى أنه “في العراق، وكذلك في بلدان أخرى، لا توجد ميزانية سنوية محددة لدعم برامج المنظمة، بل تتغير الميزانية سنويا، وقد يزداد هذا الدعم في حالات الاستجابة للازمات والطوارئ، بما في ذلك الصراعات والأوبئة وأنواع أخرى من الكوارث بما فيها الطبيعية”.

دعم المنظمة ماليا

وأكد أن الصحة العالمية “قدمت اكثر من 33 مليون دولار كمساعدات لوزارة الصحة لدعم البرنامج الوطني للاستجابة لجائحة كورونا”، معربا عن شكره لـ”الدول المانحة التي ساعدتنا على تقديم هذا الدعم كالمانيا واللاتحاد الاوربي ومكتب الولايات المتحدة الاميريكية للمساعدات الانسانية اضافة الى دولة الكويت وعدد اخر من الدول التي ساعدت مساهماتها في ديمومة هذا الدعم الذي شمل مختلف المجالات ذات الحاجة”.

جائحة كورونا

وأشار الى أن “لوزارة الصحة ودوائرها في المحافظات العراقية كافة دورا كبيرا في التعامل مع الانتشار السريع للفايروس ومتحوراته وكذلك اعداد وتهيئة مستلزمات العناية الخاصة بحالات الطوارئ في المستشفيات”.

وأوضح أن الصحة العالمية “قامت بتخصيص مستشفيات خاصة بوحدات العزل والعناية بمرضى كورونا العام الماضي، وشاهدنا كيف تهاوت نظم صحية عالمية امام الاعداد الهائلة للاصابات لكننا بجهود المختصين في القطاع الصحي تمكنا من الحفاظ على معدلات متوازنة، ولاحظنا هبوط المنحنى الوبائي للمرض قبل شهر 8 هذا العام اذ وصل عدد الحالات الى 100 اصابة في اليوم الا ان العالم شهد ارتفاعا جديدا بدخول المتحور اوميكرون وبدأ المنحنى البياني لدينا بالصعود ثم الانخفاض مجددا في الايام القليلة الماضية ليصل الى 5000 اصابة او اكثر بقليل”.

ترتيب القطاع الصحي العراقي دوليا

وتابع أن “احدث الارقام لدينا على المستوى المحلي في العراق لعدد المستفيدين من الجرعتين في العراق حتى التاسع من شباط ، بلغت الجرع الكلية المقدمة: 15,951,229-  22.9% استلموا جرعة واحدة في حين 15.6% استلموا جرعتين فيما بلغ عدد الوفيات حتى التاريخ المذكور الكلي محليا 24678 وفاة وعدد المصابين الكلي بلغ أكثر من 2273535  وهذا يمكن ان يقارن مع العدد المسجل في دول الجوار”، مبينا أن “اعداد اللقاح في تصاعد ونأمل أن نصل الى معدل 75% بنهاية شهر حزيران.

اصابات اوميكرون

وذكر أن “قدرة تسلسل الجينات الحالية تسمح بالحصول على بعض المعلومات حول النمط الجيني المتداول، والعينات الأخيرة اظهرت ما يصل إلى 80% من نوع OMICRON، وهذا المعدل قد ينمو ليكون أعلى في الأسابيع القليلة المقبلة اذ ينتشر هذا النمط الجيني بسرعة كبيرة”، موضحا أن “هذا النمط الجيني عادة ما يقلل من احتمالية دخول المستشفى مع التسبب باعراض أقل حدة من الأنواع السابقة، وبالتالي لا نرى اي مؤشرات واضحة بقدوم اي ايام صعبة مع بدء انخفاض الاصابات ولكن هذا فقط في حالة اخذ اللقاح والالتزام بالتدابير الوقائية التي تؤكد عليها الوزارة ودوائرها الصحية بشكل يومي وعبر وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي العديدة في كافة محافظات العراق”.

وبين “اننا تعلمنا كيفية التعامل مع الفيروس بحذر شديد، والبيانات الحالية تظهر انخفاضا مشجعا لكن مسار الوباء قد يتغير فجأة لأن الطفرات الجارية قد تغير طبيعة الفيروس”، لافتا الى أن “العراق قد تجاوز الموجة الرابعة ولكن مرة اخرى فقط عبر اخذ اللقاح واتباع وسائل الوقاية كارتداء الكمامة ونظافة اليدين باستمرار وادراك اهمية التباعد الاجتماعي”.

مصير متحورات كورونا

وأوضح زوتين أن ” هناك بعض العلماء الذين يفكرون بامكانية حدوث تحول كورونا الى مرض عادي لكن اذا تحققت المناعة الجماعية وتمكنا من اعطاء اللقاح لكافة الفئات المستهدفة لان اخذ اللقاح سوف يساعد على الحد من ظهور متحورات جديدة قد تشكل خطرا على كافة الانجازات العلمية التي تحققت حتى الان للحد من انتشار هذا المرض, ولهذا تستمر منظمة الصحة العالمية بالتاكيد على ضرورة التوزيع العادل للقاح الى كافة دول العالم لان هذا هو السبيل الاول لاحتواء الجائحة”.

 توصيات المنظمة

وشدد على “ضرورة تضافر الجهود والاستمرار بالتعبئة الصحية لحث العراقيين من الفئات المشمولة باخذ اللقاح واتباع وسائل او تدابير الوقاية الصحية”.

الضمان الصحي

وذكر أن “تشريع مجلس النواب قانون الضمان الصحي خطوة رائعة وجديرة بالاهتمام خاصة مع سياسة المنظمة بتحقيق برنامج التغطية الصحية الشاملة”، موضحا ان “ذلك سوف يدعم الجانب الصحي بالنسبة للفئات الضعيفة والتي هي اكثر حاجة الى خدمات صحية مدعومة”.

مشاكل النظام الصحي العراقي

وأكد أنه “من خلال لقاءاتنا المتواصلة مع وزراء الصحة في المركز والاقليم ومن خلال عملنا القريب والمكثف مع دوائر الصحة على مختلف البرامج، نجد أن النظام الصحي في العراق عانى ما عانى ويحتاج الى نهضة شاملة تسبقها تحديد الاولويات واجراء دراسات معمقة لوضع استراتيجيات شاملة وطويلة الامد”.

وأكد “بدأنا حاليا العمل على اعادة بناء نظم المعلومات الصحية التي ستوفر لنا قاعدة بيانات رصينة تساعد في وضع الاستراتيجيات المطلوبة ودراسة الاحتياج العام”.

واقع المستشفيات بالعراق

وأشار زوتين الى “اننا قمنا بزيارات عدة لعدد من المستشفيات العامة والتعليمية والتي هي بحاجة الى اعادة تاهيل والى اعادة تجهيز والى برامج تدريب الملاكات التخصصية بشكل اكبر”، موضحا أن “لدى وزارة الصحة الخطط التي سندعمها في هذا المجال”.

دعم النازحين صحيا

وبين ان “الخدمات الصحية للنازحين والعائدين وكذلك اللاجئين كانت وما تزال تقدم بدعم من منظمة الصحة العالمية في المخيمات والمدن التي احتضنت هذه الفئات الضعيفة منذ بدء ازمة داعش عام 2014″، لافتا الى ان “ذلك تم بالتنسيق والتعاون الوثيق مع وزارات الصحة في المركز والاقليم ودوائر الصحة المعنية بالمناطق التي تعرضت للصراعات”.