واع / حوار خاص مع الكاتبة منصورة موسى

واع /حوار : د . رماح عبدالجليل

قالت عن ذكريات طفولتها:

(في صغري كنتُ أكتب في كل مكان، لم اترك شيئًا حتى خلف الأبواب الخارجية، فكانت امي تأتي وتمسح الباب اليوم بينما أنا في اليوم التالي أعيدُ الكتابة عليه، من شدة عشقي للكتابة كنتُ املأ المذكرات والدفاتر، ولا اترك أي مكانٍ إلا وأكتب فيه، وها أنا اليوم الكاتبة منصورة المجبري).

كاتبةٌ ليبيةٌ الأصل متميزة، صاحبة كتاب(سم الأقارب والمصل المضاد) والذي كان من ضمن الكتب التي حققت أعلى نسبة مبيعات في معرض القاهرة، إنها ”منصورة موسى المجبري ” التى هي ضيفتنا اليوم في مجلة ايڤرست الأدبية، فأهلا بكم.

في البدء كيف يمكن أن تُعَرّف ”منصورة موسى المجبري” عن نفسها في سطور؟

اسمى”منصورة موسى الصوفي المجبري” ثلاثونَ عامًا، اعملُ موظفة بشركة سياحة، كاتبة ليبية، تخصصتُ في اللغة ألانجليزية واواصل دراستي في تخصص علاقات دوليةودبلوماسية، عضو مشىرف في الهيئة الدولية للمثقفين العرب، مقدمة برنامج أحكام الصيام في شهر رمضان المبارك لدى الهيئة الدولية للمثقفين العرب.

أصداري الأول كان كتاب (سم الأقارب والمصل المضاد )وتم طباعته ونشره في جمهورية مصر العربية، وشاركتُ به في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

حدثينا عن انجازاتك وهواياتك سيدتي؟

تحصلتُ على درع التميز الفخري كأفضل كاتب من مئة شخص على مستوى الوطن العربي بملتقى المثقفين العرب.

اما عن موهبتي الشعرية فأحبُ الكتابة والشعر، اهوى القراءة، الموسيقى والرسم.

لايمكن أن نحاور كاتبًا دون أن نفتش في جراب ماضيه، وننبش في خزائنه عن بداياته، عن اوراقه البيضاء وكيف بدأت تمتلئ، سؤالي لكِ أستاذة ”منصورة موسى” متى بدأت اصابعك تتبع شغف الكتابة؟

بدأت منذ الطفولة وبدأت موهبتي الفكرية تنمو كل ماكبرت أكثر وأكتسبت ثقافة وخبرة أكثر .

أول ما بدأت به كتابة بعض الخواطر والمقالات البسيطة مستندة في كتابتي على الواقع والحياة، وأعتمدتُ على ألا اخرج عن الواقع وألا أسرح في الخيال، أكتبُ في مذكراتي اليومية وخلف الكتب والدفاتر وأكتب على أي ورقة أجدها أمامي حين يأتيني الإلهام وكانت أمي تجمع الورق والدفاتر وتحتفظ بها حتى كبُرت.

هل واجهتكٍ صعوبات في نشر أعمالك داخل ليبيا؟

لا، ابدا لم أواجه أي صعوبة على الإطلاق وكل السبل كانت متاحة في ليبيا بلادي الحبيبة.

لماذا اخترتِ دار نشر مصرية لنشر أعمالك؟

أخترت مصر، لأن لديها ثقافة عمرها ألاف السنين من التاريخ المسجل وتعتبر الثقافة المصرية فريدة من نوعها ،وتعبر عن الحضارة والثقافة، ومن أوائل الحضارات في الشرق الأوسط وأفريقيا.

تجربة أن ينشر الكاتب عمله خارج دولته كيف ترينها؟ احكى لنا عن هذه التجربة؟

أراها تجربة جدا قوية وجريئة تتطلب شجاعة وعزم وإرادة ،كون أن القوانين والنظام وطريقة النشر وكل مايتعلق بالكتابة والنشر والتوزيع والثقافة تختلف أختلاف كلي عن بلادي وأنا جدا سعيدة وفخورة بهذه التجربة وهذا الانجاز الرائع وبالنجاح الذي حققه أول كتاب لي في جمهورية مصر العربية لهم كامل تقديري وأحترامي على حسن الاستقبال لأول عمل أدبي لي وعلى دعمهم وتشجيعهم لي ومساندتي بالطريقة الصحيحة والسليمة والتي جعلتني أسلك طريق النجاح بثقة عالية وبتفوق.

كتابك (سم الأقارب والمصل المضاد) كان قد حقق أعلى مبيعات في جناح دار نشره، عن ماذا يتحدث هذا الكتاب، وكيف جاء اختيارك لهذا الاسم الغريب؟

يتحدث هذا الكتاب عن (الثقة بالنفس وتقدير الذات،التحدي وتخطي الصعاب، التصميم على النجاح، ومن ثم الوصول الي الهدف )

مستخلص هذا الكتاب مايجعلك تحيا حياتك بسعادة وراحة وأطمئنان ورونق و رُقِيْ وكيف تقوي من ثقتك بنفسك وكيف تصبح نظرتك للحياة أيجابية وكيف تتعلم مايناسبك ومالا يناسبك، المقصود بسم الاقارب ليس الاقارب من الدم بل كل من هو قريب منك ويحاول بث سمومه في حياتك، جاء أختياري لهذا الأسم ،من الواقع الملموس الحالي وتجارب الحياة الصعبة.

بحكم انكِ كاتبة ليبية الجنسية وتعتبرين سفيرة لبلدك في اي نشاط خارجي تقومين به، كيف ترين المشهد الثقافي في ليبيا؟! وماذا ستقدمين لبلدك ؟

يعتبر المشهد الثقافي في ليبيا جيد جدا لازال الجميع يناضل من أجل تطوير الثقافة والارتقاء بها أكثر واكثر ،حبي لوطني يدفعني للعمل بكل جهدي وكل مالدي من ثقافة وعلم وتقديم مايفيده وينهض به الي الأمام.

شاع في السنوات الأخيرة مصطلح” الأدب النسوي” وكان يتداول بين النقاد حيث يذكر عند الحديث عن نتاج ابداعي صاحبته أنثى، كيف ترى” منصورة موسى” هذا المسمى؟

الأدب النسوي او مايطلق عليه بعدة مسميات ،منها الأدب النسائي أو أدب الأنثى، وتحتوي نصوصه على طرح قضايا المرأة ومناصفتها والدفاع عن حقوقها ولا يشترط أن يكون الكاتب أنثى المهم الكاتب فيها يناصر المرأة ،أراه من الناحية الثقافية وتتطور الفكر مسمى أيجابي أذا نظرنا الي الاسم والمعنى من الناحية الايجابية والفكرية وليس من ناحية تقسيم المصطلح الأدبي بين الرجل والمرأة.

تكتبين وانتِ تتسلحين بذاكرة فنية صافية، تكتبينها بلغة شعرية، وجمل قصصية رشيقة، وموضوعات تعكس الواقع، عالم القصة القصيرة وكتابتها كيف ترينه؟

أراه نوع أدبي ممتاز حيث أن القصص القصيرة قصص نثرية خيالية مختصرة وتعد أقصر من الرواية وشخصياتها محدودة ويعتمد فيها الكاتب على حدث منتظم موحد منسجم دون تشتت وأجمل مافيها أنها ترتكز على حبكة واحدة على خلاف الرواية التي تكون فيها حبكات فرعية متعددة.

كان أول باكورتك الكتابية هو كتاب تقدمين فيه علم ومعلومة، ماذا عن عالم الروايات وانتِ لديك من القصص الكثير، هل سنرى مؤلفا روائيًا في القريب؟ ام انك ستركزين على الكتب التعليمية المتخصصة إن صح تسميتها كذلك؟

نعم، سترون مؤلفا روائيا قريبا جدا وأتمنى من الله التوفيق والنجاح .

هل وجد كتابك الأول”سم الأقارب والمصل المضاد” الاهتمام الكافي من النقد وبالتالي تكونين قد حصلتِ على حقك في النقد والتحليل؟ ام أن هذا الامر لم يتحقق بعد؟

نعم وجد الاهتمام الكافي من النقد والتحليل ماجعلني أكثر دقة وتركيز ف كتابي التاني والتالث اللذان سيكونان قريبا في الأسواق ورغم أن (سم الاقارب والمصل المضاد) تحصل على أكبر نسبة مبيعات وأنتهت النسخ بعد معرض القاهرة الدولي بأيام وما زال الكثير يطالب بالنسخ الجديدة المكثفة .الا أن الكتاب الذي لا يتحصل على قدره الكافي من النقد والتحليل لايسلك طريق النجاح بالطريقة الصحيحة.

ماذا تريد”منصورة موسى” اكتشافه بكتاباتها وتحاول تسليط الضوء عليه؟

أحاول تسليط الضوء على أساسيات الشخصية القوية وكيفية تعزيز الثقة بالنفس وكيف يستطيع الإنسان اسعاد نفسه والعيش براحة وأطمئنان ولا يجعل المواقف والعراقيل تقف في طريقه وتمنعه من تحقيق أحلامه وأهدافه وطموحاته والعمل على تطوير نفسه علميا وثقافيا من جميع النواحي وفي شتى المجالات وكيف يستفيد من المواقف السلبية ويعمل على تحوليها الي أشياء ايجابية تزهر حياته.

في ختام هذا الحوار نتوجه بالشكر إليكِ ولوقتكِ أستاذة”منصورة موسى” فماذا تقولين لمجلة إيفرست؟

كل كلمات الشكر والتقدير تظل وتبقى قليلة أمام مجهودات وأعمال مجلة أيفرست وماتقدمه من دعم وخدمات لكل الأدباء والكتاب، ابداع ،مجهودات، أنجازات تستحق الشكر، كامل تقديري وأحترامي وجزاكم الله ألف خير