واع/ ناقوسيّات

الشاعر مزهر حسن الكعبي

من النّثر الفنّي ّ

      -1-

مزهر حسن الكعبي

حين َ يداهمُني الظّمأ ْ
لابد ّ
أن ْ أعبر َ إلى ضفَة ٍ
أنت ِ فيها..
فهاتي يدَيك ِ
2
حين َ يَلُف ُّ بُردتي الظّلام ْ
لابد ّ
أن أفترش َ الحَصَى
بنور ِ شمسِك
3
حين َ تَستَغلِق ُ روحي بالحنين،
لابدّ
أن أنقل َ فيضَها ،
إلى أكُف ِ الملائكة ِ
وأتوسّد زَغَب َ جناحيك
4
حين َ تدور ُ الأرض ُ
خارج َ المسار ْ
لابد ّ
أن ْ أبحث َ في وجهك الوضىء
عن ملاذي َ اللذيذ ْ
5
حين َ تغادر ُ العصافير ُ أعشاشها،
أمد ّ يدي إلى صغارها
بالدّفء ،
فيلثُم ُ الزّغَب ُ المبتل ّ بالحنان ِ أناملي
6
حين تغتلي الأرض ُ بالطّوفان..
لابدّ
من الفرار إلى زورقك ِ
والضّفة العاشقه
7
حين تغادر ُ عيناك ِ
قبو َ فكري
أشعر ُ بظلام ٍ مخيف
8
كوني معي
كي لا تحتطب َ الدهشة ُ
أصابع يديك ِ
وقودا ً لدفء ِ حياتي
9
لامكان للموت سعيدا ً
إلّا بين يديك
وناقوس ِ قلبك..!
10
خُذي حَذَرا ً مِن البرق ِ
ولا تحترسي مني،
فأنت ِ ..
في قلبي متى أشاء ْ!
11
لابد ّ أن أضع قدمي َّ
على مواضع ِ قدميك ِ
تَبرّكا ً..
وموافاة..
12
لا أُحس ّ بالجوع ِ
في الزّمن الصّديء
” فليس َ بالخبز وحده
يحيا الإنسان
13
غريب ٌ ألّا تعبري معي
وكلانا ينشد ُ البحث َ
عن فضاء يعج ّ ،
بالضّباب ِ
والمطر ْ
وشمس ٍ لاتغيب ْ..!
14
لماذا تُتْرَك ُ العصافير ُ
تغادر ُ أعشاشها
وتموت..؟!
15
في ليلة ٍ..
تَوَحّد َ وجهك ِ
ونور السّماء،
فصلّيت ُ لله ِ ركعتين ْ..
16
لأنّنا لانولَد ُ مرّتين ِ
ولا نموت ُ ميتَتين ِ..
ودِدت ُ أن ْ نظل ّ
معا ً.. متلاصقَين ِ
17
في إبريق محبتك ْ
أستنشق ُ عطر َ حياتي،
وفي نجوم السّماء ِ
أرى عينيك ِ توقظاني..
18
بالأمس ِ.. أغرَقَني الحنين ْ،
فالتفَفت ُ بعطر صوتك ِ ،
وَفَيْضِ حَناني
ونمْت ُ
احْلُمُ بكَفّك ِ
توقِظُني للرّحيل ْ
19
في لَيالي الشتاءْ
أَتَعَرَى
اِلّا مِنْ حُبكِ
الَّذِي يَكُونُ مَلاذِي َ الوَحيد ْ
20
لأَن َّ الماء َ بلا لون ٍ ،
ولا طعم ٍ ،
ولا رائحه..
أُحب ّ السّباحة َ فيه ِ،
مُعْتَنِقا ً صفاءك ِ
وجَسَدا ً بلا ألوان ْ ..!
21
لا يستَوْطِنُ جَوْفَ الليلِ
اِلّا حُبُّك ِ ،
وجنوني..
22
غادرت ُ مُعتَمرا ً ،
وعدت ُ مُعتَمِرا ً
وبين َ جوانحي..
حبّك ِ
في الرّحلَتَين ِ أنيسي.