واع /الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة!


واع /مزهر كاظم النوفلي
*تلاشت آمال انصار الرياضة بالفصل بينها وبين السياسة تدريجيا منذ احداث دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في موسكو 1980 التي نظمها الاتحاد السوفياتي (روسيا حاليا) عندما قاطعتها الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا للاحتجاج على الحرب السوفياتية في أفغانستان 1979, وردت روسيا بمقاطعة دورة أولمبياد لوس أنجلوس 1984في الولايات المتحدة الامريكية, ومنذ ذلك الحدث دخلت السياسة, جبرا, كسلاح في المعركة الى جنب الرياضة حتى الان عندما ضغطت الدول الاوربية بقيادة الولايات المتحدة على الاتحادات الدولية الرياضية واللجنة الاولمبية الدولية باقصاء الرياضيين الروس في جميع الالعاب من المشاركة في المسابقات الدولية والاولمبية والقارية احتجاجا على غزو الاراضي الاوكرانية في الحرب القائمة حتى الان.
*لقد تجاوزت الخوض في تفاصيل اخرى عن تدخل السياسة في الرياضة ومنها في محيطنا العربي لانها تحتاج الى وقت طويل جدا,وما جعلني التذكير بهذه الاحداث هو سؤال كنت قد طرحته على القراء في صفحتي على الفيس حول الجدل الكبير الذي حدث في مباراة نادي برشلونة وانتر ميلان في المباراة التي جرت بينهما في ملعب الاخير في الرابع من الشهر الجاري ضمن دوري المجموعات لبطولة دوري الابطال التي انتهت لصالح الانتر 1_0 بعد ان انقسم الجمهور والمختصون والمحللون في القنوات الرياضية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي حول صحة او عدم صحة ضربة الجزاء لصالح برشلونة في الوقت بدل الضائع, لما لضربة الجزاء هذه من اهمية كبيرة جدا لمسيرة وترتيب الفريقين في المجموعة وخاصة بالنسبة لفريق برشلونة.وفي الوقت الذي اكد المحلل الرياضي في قناة بي ان سبورت النجم التونسي الدولي السابق, طارق ذياب, ان ضربة الجزاء صحيحة ولا تقع ضمن الحالات الثلاث في قانون كرة القدم فيما يتعلق بلمس الكرة باليد,بينما ايد الحكم السوري, جمال الشريف, صحة قرار حكم المباراة بعدم اعتبار الحالة لمسة يد وبالتالي عدم احتساب ضربة جزاء لفريق برشلونة..ما اثار انتباهي هو مواقف الجمهور ,وتحديدا ما اشار احدهم فيه الى ان وراء عدم انصاف فريق برشلونة سواء في الدوري المحلي الاسباني او البطولات الاوربية هو دوافع سياسية تمارسها السلطات الاسبانية بالضغط على الحكام المحليين والاتحادات التي تنظم البطولات الخارجية بالتشديد على الفريق الكاتلوني لاسباب سياسية تتعلق برغبة الاقليم بالانفصال عن الدولة الاسبانية ويقف في مقدمة الضاغطين بهذا الاتجاه ,الخليفي, مالك نادي باريس سان جيران , الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد الاوربي الذي يكن العداء لبرشلونة بحسب وجهة نظر احدهم..هذه الاستنتاجات هي التي دفعتني الى الاشارة في المقدمة الى ان السياسة صارت ظل يلاحق الرياضة ويفسد مذاقها ومتعتها.