واع / امسيات ادبية فنية عراقية من خمسينات القرن الماضي .. في مدينة الضباب .!!



واع / متابعة /ايمان الجنابي
بكلمات موجزة ننقل لكم قرائنا ومتابعينا بعض أجواء أمسية ( المقهى الثقافي العراقي في مدينة الضباب ـ لندن) والتي كانت فيها الكاتبة بلقيس شرارة ضيفة الامسية، حيث تحدثت عن النهضة الأدبية والفنية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي في العراق وعن بواكيرها كانت قد ابتدأت بنقل اجواء الندوات والآماسي التي كان تعقد في بيت والدها محمد شرارة التي يحضرها فنانون وشعراء وادباء وفنانين ..
واضافت الكاتبة بلقيس شرارة لـــ(واع) : لقد كان الجميع يحبون الثقافة ويمارسون صنوفا منها ، إبداعا ونقدا وقراءة ونقاشا،كانوا مطلعين على ما يحدث في العالم ، إن كان في الادب او في المسرح او السياسة واستمرت تلك اللقاءات الأدبية متصلة لاتعرف الانقطاع حتى عام ١٩٤٩ إذ برز قبل ذلك جيل من الشعراء في العراق أمثال جميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي ومحمد مهدي الجواهري في الثلاثينيات من القرن الماضي لكنهم إستمروا في نظم الشعر الكلاسيكي او الشعر المقفى لذا شكلت الندوة الأسبوعية بداية النهضة الشعرية وتركت آثارها على الشعر الحديث ، ليس فقط في العراق وإنما في العالم العربي أيضا .
وتضيف شرارة : كان الجدل والنقاش في تجديد الشعر وجعله بعيدا عن القافية التي تحدد الشاعر في قالب معين ، وكان الجو ناضجا لولادة مثل هذا الشعر الذي أطلق عليه فيما بعد الشعر الحر..كان بدر يحس برتابة العروض التقليدية ومحدوديتها وكان يتابع مزج البحور في القصيدة الواحدة .. كانت الندوة الشعرية تعقد عصر يوم الخميس بدار والدي وكان الصمت يهيمن عندما تقرأ القصائد من قبل الشعراء ويتحول المستمعون الى آذان صاغية ..كان والدي محمد شرارة لايرحم في نقده اللاذع احيانا،إذ كان يعتبر الشاعر هو ضمير المجتمع والصوت الذي غنى الملاحم والمآسي خلال العصور التي مرت على المجتمع “. كذلك الدور الطليعي لمجموعة من فنانينا المبدعين الذين تميزوا بالتمدن والمعاصرة والتحديث في اعمالهم الفنية و في العمارة العراقية ،حيث برزالفنانون ،فايق حسن وجواد سليم ومحمود صبري وآخرون كما برز أيضا المعماريون العراقيون أمثال محمد مكية ورفعة الجادرجي و قحطان عوني .
الزميل المبدع الفنان فيصل لعيبي صاحي تحدث عن اهمية اقامة مثل هذه الجلسات في مدينة الضباب بالقول : لقد ادرنا هذه الندوة الادبية المتميزة مع ضيفتنا الكاتبة الأستاذة بلقيس شرارة ،والتي اشارت فيها عن فترة الأربعينات والخمسينات ،وهي الفترة التي توضحت فيها الشخصية الثقافية العراقية المعاصرة وبرزت مقومات روحها المميزة واستطاعت خلال هذين العقدين، من ان تؤكد اصاله وحداثة الإنجاز الثقافي الإبداعي خاصة في الأدب والفن التشكيلي .. وكما لمستم ذلك في ألامسية ولمحور هذه الديناميكية والحيوية التي اتصفت بها تلك السنين ، ولا عجب ان تكون الأستاذة شرارة ،هي من تتناول هذه الحقبة ،إذ انها بنتها وشاهد نموها ونضوجها وعاشت اجواءها ومنعطفاتها ،فقد كان بيت والدها الاستاذ محمد شرارة وصالونه الادبي المصهر الذي تبلورت فيه القصيدة العربية الحديثة و ملتقى رواد شعر التفعيلة. أما الفن التشكيلي فقد ترعرع من النقاشات التي كان بيت رفيق دربها وزوجها الاستاذ رفعة الجادرجي احد بوتقات التفاعل والانصهار ،إذ كانت شاهدة حية على الصراع بين القديم والحديث والمحلي والعالمي والمعاصر والتقليدي. ورات بأم عينها نقاشات الفنانين وصراعاتهم وحتى خصوماتهم، التي تمخضت عن كل هذا العنفوان ،الذي صاحب حركة الفن التشكيلي العراقي المعاصر .

ت/ز .ن