واع/ الاسئلة لمرفأ بيروت / اراء حرة / رسول الحسون

واع/ الاسئلة لمرفأ بيروت رسول الحسون

ان الاحداث المتتالية التي عصفت في العديد من دول العالم وجعلتها امام فوهة بركان حروب تطل على خارطة العالم ، منها معلنة وفي مقدمتها الحروب الاقتصادية ومنها مؤجل في احتمال كبير لتصادمات عسكرية وشيكة على حدود الكثير من الدول ، ولكن الحقيقة ان منظقتنا دائما لها حصة الاسد في الحروب والاضطربات والتهديدات والاطماع على مر التاريخ القديم والحديث ، لها الاساس في كل التنبؤات والتحليلات على السنة المنجمين والمحللين السياسين كأن وكالات الانباء والقنوات التلفزيونية والصحف والوسائل الاعلامية تأسست فقط لنقل الاحداث الدائمة التي لم تهدأ يوما ، كأن ارض منظقتنا حقل تجارب لاستخدام الاسلحة وتطبيق سيناريوهات الانقلابات والمؤامرات والحروب وكل انواع النزاعات . لكن ما حدث يوم الرابع من هذا الشهر في مرفأ بيروت من انفجار هائل حرق الهواء وهز الجبال والماء وغطت سحبه الملونه سماء العاصمة التي في حقيقتها لاتتوافق مع تحليلات الخبراء في فرضية المواد المسببة لها ودمار الجزء الشرقي منها مع سقوط العدد الكبير من القتلى والجرحى ، عملية فناء للارض والحرث والبشر جديدة. وذلك يتطلب وقفة واسئلة تخطر على البال المنهك ، رغم الاجابة دائما عسيرة ولا يمكن معرفتها ، ان ما اعلنته الوسائل الاعلامية من سرد لاسباب الانفجار وايعازه الى حادث عرضي للمخزون الكبير من نترات الامونيوم في المرفأ منذ 2014 ،يجعل الاسئلة ومنسوب الشكوك في اعلى درجاته، في مقدمتها توقيت ذلك الانفجار بعد التصعيد بين لبنان واسرائيل في الايام الماضية ، حيث اسرائيل تعيش حالة الترقب والانتظار للرد العسكري الذي لامحالة ات ضدها بعد قتلها احد عناصر حزب الله في سوريا ، مع التهديد المستمر من قبل المسؤولين الاسرائلين بانها امروا بتوجيه ضربات لكل مستودعات الاسلحة في كل مكان في لبنان وسوريا ، وسبق ذلك فشل المراهنة من قبل امريكا والدول الغربية وبعض الدول العربية على اعاقة تشكيل الحكومة اللبنانية المستقيلة التي تشكلت رغم كل العراقيل والمعوقات التي وضعت امامها ، وعقبها كذلك تصعيد الازمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان اساساً بعد امتناع البنك الدولي من اقراضه بصغوط دولية بحجة تلبية شروط القيام بالاصلاحات السياسية التي تتوافق مع اهواء تلك الدول ، والفصل الجديد في اللعبة الدولية التي لم لم نراها في ساحات الدول العربية الاخرى الموالية لها ، الا وهي تفعيل الشارع من خلال الدعم المادي والمساندة لحشد المظاهرات والاضطرابات واعمال العنف والاعتداء على المؤسسات الدولة واهانتها بشعارات تمت صياغتها في دوائر مخابرات تلك الدول، من خلال استغلال سوء الاوضاع المعيشية والبطالة وسوء الخدمات رغم المعرفة واليقين ان تلك الدول لها اليد الطولى في ذلك التردي المعيشي والخدمي بكل مستوياته ، ذلك السيناريو الذي اثبت فاعليته في احداث الشرخ في اللحمة الوطنية وتهئية تمرير المشاريع المخطط لها للمنطقة سوف يطال الكثير من دول التي لازالت ليس لها مكان بالركب المخطط لها. تلك الاسئلة المهمة تدور في خلد كل متابع ، ويزيد غموضها سبب عدم التصريح بحقيقة ما حدث ومحاولة تميعها في تقاطع الارادات في موضوع اجراء تحقيق دولي او لبناني محلي لمعرفة الاسباب ، مع زيادة ضخ التسريبات الاعلامية الكثيفة المتناقضة حول السبب ، كلها محاولات لطمس حقيقة ما حدث وتعقيد وضع النقاط على الحروف ، واعتقد ان هذا الحدث المرعب هو رسالة واضحة بان ذات السيناريو سوف تشهده الكثير من ساحات النزاع في المنطقة ، ولكن للاسف تبقى العتمة تلف الحقيقة التي تتوارى دائما مخفية منسية لحساب مصالح الدول (العليا) والدول الدنيا المسجلة على لائحة الاستهداف لها رب يحميها .