واع/الانتحار احتجاجا/أراء حرة/ تحسين صبار
تلقيت دعوة في وقت كنت اتجول في حديقة غناء تموج بالازهار ومختلف انواع الأشجار في تناسق بديع ولما فتحت الدعوة فإذا هي من احد الاصدقاء من بابل ومكان الدعوة النجف الاشرف وعنوانها
(يناضل الإنسان من اجل الحياة لا من اجل الانتحار)
تعجبت من العنوان ومن شعار الندوة وتعجبت أكثر أن تكون المحاضرة (امرأة )كون المرأة تعني الحياة وتجددها والولادة لكل امل جديد وعلقت في حينها الندوة والمكان غير اشبه ما يكون باختيار الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب.
فليس منا من لم يلعن الحياة يوما مالسبب او اخر وأعتقد انني لست بصدد أن أعدها لكم فأنت اعلم مني بها لكننا برغم كل هذه الضغوط نقول ان الدنيا خضرة حلوة ونعشق كل شيء فيها بكل تفاصيلها. المؤلمة ، ومع ذلك نحبها ونتوق لنعيش يوما اخر قد يكون اسوأ من سابقه فالحياة الدنيا مشاكل وصعوبات، مشاق وجبال من الهموم والعقبات؛مصدقا هذا قوله تعالى وخلقنا الإنسان في كبد اي المشقة لكننا نحبها ونعشق استمرارنا في العيش بل إننا نخشى الموت،ونخاف من المرض كونه احد طرق الموت الأزلية.
لكن ما اثارني هل ان المحاضرة وضعت من ضمن أسباب الانتحار أن لا يوجد من يمد يد العون لمن لا يجد قوت يومه بينما جامعة تحمل اسم اكبر علماء الإسلام تجبر فتياتها وطالباتها أما دفع القسط او عدم دخول قاعة الامتحان وكلاهما موت فاي منهما تختار الفتاة.
فكان أن صرخت صرخة مدوية سمعتها السماء قبلنا (سأجعل من موتي سلما يا عميد الكلية)
هل يا ترى الانتحار يعد انتصارا على هذا الخوف؟ أم هو احتجاج ؟
وهنا أوجه سؤالي للمحاضرة اسماء الطلقاني هل ان الانتحار بسبب الفقر يعد من كبائر الذنوب التي يعاقب عليها الدين الإسلامي هنا يبرز تناقض واضح بين ان يعيش الإنسان حياة كريمة او ان يكون معانا ذليلا فقيرا وهنا يكون قرار الرحيل والمغادرة نحو الموت انتصارا واحتجاجا على كل مسؤول وسلطة الحكومة المحلية والمركزية ، حيث يفضي الإهمال والفساد المالي إلى تخلصت فتاة وتخلت عن حياتها ووضعت نهاية لقصة لم تتم بعد أحداثها حتى معناها لم يفهم بعد وربما كان من الممكن ان تكون زميلة في مهنة المحاماة النبيلة وربما اسأل نفسي انها لم تتمكن من ان تدافع عن حقها في العيش والحياة فكيف ستدافع عن حقوق الاخرين واحيب نفسي بنفسي فان اغلب حالات الانتحار سببها مشاعر سلبية بسبب مشاكل الإنسان، فالأشخاص المنتحرين، هم ضحايا الندم، الخوف، الحزن، الفقد، الألم واليأس والفقر والعوز، فتدخلهم في حالة من اللا نظام، حالة حيث تكون كل المبادئ والمعتقدات مختلطة وممزوجة بعجز وانحطاط لكل قوى التحمل.
وتغلق أمامهم كل الأبواب فتكون وجهتهم للخلاص من ضغط الجبابرة أن يحجتجوا عليهم ولانهم لا حول ولا قوة ولا عزوة فيكون احتاجهم انتحارا .
وبينما اسطر هذه الحروف لتشكل كلمات تنتابني في وقت واحد عدة تساؤلات متناقضة منها هل ان انتحار فتاة الجامعة يعد انتصارا فعلا أم هو هزيمة فالحالة الطبيعية للإنسان الخوف من الارتفاع الشاهق حتى وان كان لعبة دولاب الهوى او سكة الموت في المتنزهات ومدن الالعاب لكن أليس من اللازم أن يكون تأثير كل هذه المشاعر والأحاسيس المخيفة حافزا لعدم خوض هذه التجارب الخطيرة وإلا لم الصبر مفتاح الفرج؟ لم المؤمن مبتلى؟
أن سبب انتحار طالبة جامعية هو عدم قيام الحكومة بمهامها الديتورية والقانونية والشرعية فقد كفل القانون أن يكون التعليم مجانا وتتحمل الحكومة جميع المصاريف فجاء موت تلكم الفتاة احتجاجا على انتصار حالة اللا نظام على حالة النظام لتصنع لنفسها باب الانتحار.. بدل قرار المواجهة؛ مواجهة ثنائيات الوجود، الأبيض والأسود، الفرح والحزن.
فلا يوجد شيء يستحق أن يقتل الإنسان نفسه لأجله فلن تجد من يكترث او بهتم هذا حين يصل الأمر لفقدان الحياة!
نعم ما من شيء يستحق أن نقتل نفسنا انتحارا من اجل ان نحتج عليه، أن نحرم عيوننا من رؤية بديع خلق الله في ملكوته … ما من شيء يستحق أن يحرمنا من الهواء النقي، من ألوان الزهور من الشمس، من قطرات الشتاء الباردة، من كل الأحاسيس الإيجابية؛ من طاعة الله، من الطمع في الفردوس، من نيل رضا الله وأجره وثوابه.. ما من شيء قط حتى عميد جامعة الامام الصادق او رئيسها او مدير قسم التسجيل او مدير الحسابات فالاحتجاج انتحارا أصعب ما يكون لا سيما أن كانت المحتجة فتاة.