واع / عند تغيّر الأمم… احمِ رأسك/ اراء حرة / بقلم : عتاب بغدادي

أيها السادة…

ما يدور في منطقتنا اليوم ليس خلاف حدود، ولا صراع أنظمة… ما يحدث هو إعادة تشكيل شاملة، معارك إقليمية كبرى بين دول عظمى، ونحن في المنتصف… مجرد بيادق، تُستهلك وتُتهم، وتُرمى على قارعة الخرائط.

في العراق… إن لم تُصفّ مع إيران فأنت عميل. وإن صفّيت معها، فأنت أيضًا خائن بنظر خصومها. تخوين متبادل، تسقيط سياسي، وإعلام مأجور يصب الزيت على النار. ضاعت البوصلة، وغاب السؤال الحقيقي: أين هو العراق؟! أين علمه؟! أين جيشه؟! أين استقلال قراره؟!

وفي لبنان؟ لا فرق. مهاترات على الشاشات، ساحة مقسّمة كأنها مدرجات مباراة كرة قدم. هذا يهتف “أنا مع المقاومة”، والآخر يصرخ “أنا مع الحياد”، والبلد يسقط، يتآكل، يُنهب… وما من أحد يعترف أن الكل مسؤول.

أيها السادة…

هذا الشرق الأوسط يُعاد ترتيبه… يُرسم من جديد… وليس لصالحنا.

من لا يرى التقسيم الزاحف، والتغيير الديمغرافي الذي يتسلل من تحت أنقاض حلب، وغزة، والموصل، وصعدة… فهو إما مغيَّب، أو متورّط.

نحن لا نملك ترف الانحيازات الصبيانية. نحن نملك فقط وطنًا، إن لم نحمه… لن يبقى شيء نحيا من أجله.

فاحمِ رأسك عند تغيّر الأمم… لأن هذا الطوفان لا يحمل رحمة لأحد، ولا يعترف بمن كان واقفًا على الرصيف يهتف… لبرشلونة أو لريال مدريد.