واع / احتفالية استذكارية للمطرب الراحل عبد الجبار الدراجي..العندلب الاسمرعبد الحليم حافظ ( يقبل راس العراق )!؟

وكالة انباء الاعلام العراقي ( واع) / خالد النجار / بغداد

على ( قاعة ديوان) في نادي العلوية اقامت جمعية الموسيقيين العراقيين احتفالية استذكارية للمطرب العراقي الراحل عبد الجبار الدراجي الذي توفي عن عمر يناهز الـ79 وبعد صراع مع مرض السرطان في العاصمة الأردنية عمّان ، الدراجي احد عمالقة الطرب العراقي الذي ولد عام 1936 وبدأ بتقديم أغانٍي وطنية وعاطفية أواخر الخمسينات من القرن الماضي والتي أخذت الطابع الشرقي وفقاً للمقامات ( الكلاسيكية ) انذاك ابتداء من اغنية ( تانيني صحت عمي يا جمال ) من كلماته وألحانه ووجدت رواجاً واسعاً منذ إطلاقها، هذا العملاق الراحل عنا جسدا لاتزال اغانية تعيد الذكريات الجميلة لاجيال عاصرت الطرب الحقيقي، وبهذه المناسبة استذكرت هذه الاحتفالية سيرته الذاتية وطربه الاصيل .

ـ وفي بداية الاحتفالية قدم الباحث الموسيقي حيدر شاكر والناقد الصحفي سامر المشعل والمطرب حسين اللامي استعراضا لمسيرة الدراجي من بداية حياته وسيرته الفنية وابرز محطات حياته الفنية حيث قال الناقد والصحفي ستار المشعل لـ ( واع ) : ان مسيرة الدراجي كبيرة ومفعمة بالحياة رغم مغادرته العراق واستقراره في الاردن هذا الفنان الاصيل الراحل، قد رفد الطرب العراقي باعمال لن تتكرر في ايامنا هذه ، وقد اقيمت هذه الاحتفالية لاستعراض اعماله وسيرته ولابد من القول بان الدراجي ولد في بغداد عام 1936 في منطقة سوق حمادة . ودرس في مدرسة المشاهدة في الكرخ واكمل دراسته المتوسطة في كركوك وفي عام 1958 عاد الى بغداد ومن هنا كانت البداية ،حيث قدم الى الاذاعة العراقية عام 1959 اغنية ( تانيني صحت عمي ياجمال ) وهي من كلماته والحانه ولاقت نجاحا باهرا ، ثم قدم بعد ذلك اغنية  ( ماريد المايردوني )و (علمتني اشلون احبك ),( اشكول للناس لو عنك يسالوني ) و( صبحة ) وجميع هذه الاغاني من تلحينه وغنائه اما اغنيته ( خي لاتسد الباب ) التي غنتها بعد ذلك المطربة فائزة احمد فهي كانت من الحان المرحوم رضا علي .

ـ واستذكر المشعل احد المفارقات التي جمعت العندلب الاسمر عبد الحليم حافظ في احدى كبرى الحفلات التي اقيمت في سوريا لـ ( واع ) : لقد دعي الدراجي لهذه الاحتفالية التي اقيمت خصيصا لعبد الحليم حافظ ويشارك فيها المطرب عبد الجبار الدراجي ، الذي تعرف على عبد الحليم قبل لحظات من تقديم وصلته الغنائية ، وبعد ان انتهى عبد الحليم من تقديم فقرته صعد المطرب الراحل الدراجي على المسرح وقدم غنائه امام الجمهور، فتعجب الراحل عبد الحليم لهذا الصوت والغناء العراقي الذي لم يالفه من قبل فصعد خشبة المسرح وقبل ( راس الراحل عبد الجبار الدراجي ) مبديا اعجابه بصوته وادائه، حتى خرجت الصحف السورية في اليوم الثاني وتصدرت عنوانها ( العندليب عبد الحليم حافظ يقبل راس العراق ) ! وهذه مفخرة لنا ان يكون الفنان ممثلا فاعلا لبلاده في المحافل الفنية ، كما لحن الدراجي اغنية ( نازل ياقطار الشوق ) للفنان المصري اسماعيل شبانه وبعد ها غناها الفنان عبد الزهرة مناتي وقد سجلها الدراجي بعد ذلك بصوته .كذلك لحن الدراجي للمطرب عبد الصاحب شراد اول اغنية له وهي ( تطلع شمس وتغيب ) ولحن للمطربة عفيفة اسكندر اغنية ( يا يمة انطيني الدربين). يعد عبد الجبار الدراجي من زمن العمالقة اي زمن ناظم الغزالي وحضيري ابو عزيز وداخل حسن .وقد استحدث الدراجي اغنية جديدة تجمع مابين الريف والمدينة لذلك كانت اغانيه محبوبه من قبل الجميع واكبر دليل عندما كانت اغنيته ( علمتني اشلون احبك ) لها وقع شديدا على النفوس حتى في الوطن العربي كانت معروفة وتغنى .

ـ الباحث الموسيقي حيدر شاكراضاف لـ( واع) : لقد قدم الدراجي العديد من الاغنيات وكذلك لحن للعديد من المطربين وقدم اروع الحانه رغم أنه لم يدخل معهداً موسيقياً، ولم يتلقى درساً واحداً في دروس الموسيقى واللحن. ولعل من المفارقات التي تروى عنه انه دخل الإذاعة لأول مرة عام 1959 ووقف أمام لجنة تضم عباقرة الموسيقى والغناء آنذاك أمثال جميل بشير، وروحي الخماش، وجميل سليم، فأذهلهم بما لديه من معرفة، ووعي بأصول الغناء، يمتاز بما يؤهله لأن يغني مع عبد الحليم حافظ في حفلة واحدة، وليلة واحدة، وقاعة واحدة.. نعم لقد غنى الدراجي وعبد الحليم حافظ سوية في حفلة واحدة بدمشق، بل أن عبد الحليم خرج من غرفة الإستراحة الخاصة بالفنانين كي يستمع لعبد الجبار، ويستمتع بما يؤديه هذا الفنان العراقي ،.

ـ كريم الرسام رئيس جمعية الموسيقيين العراقي قال لـ ( واع) : لقد اقمنا الاحتفالية الاستذكارية للمطرب الراحل عبد الجبار الدراجي ،لكونه احد عمالقة الطرب العراقي في الساحة الغنائية انذاك ، والذي قدم الكثير من الاغاني العاطفية والوطنية والتي استاثرت باهتمام عشاق الطرب حتى وصل صوته الى الوطن العربي ، واذيعت في اذاعات تلك الدول وقد وجهت له العديد من الدعوات التي شارك فيها بتقديم اعماله هناك ، كما شاركت الفرقة الموسيقية بقيادة عازف الكمان رؤوف عزيز محمد وعدد من الفنانين العراقييين ، وبهذه المناسبة قدمنا درعا تقديريا لعائلة الفنان الراحل الدراجي استلمها ابنه ضمن الاحتفالية .

ـ المطرب حسين اللامي الذ عاصر الدراجي قال لـ (واع) : الراحل اخي وصديقي عبد الجبار الدراجي كان له الفضل الكبير على مسيرتي الغنائية لان اسمي ارتبط به وكان ذو فضل كبير لاانساه ابدا واليوم اقيمت هذه الاحتفالية لاستذكاره شخصيته واخلاقه الطيبة وفنه الاصيل واعماله التي لاتزال تعيش معنا اليوم ، وبهذه المناسبة قدمت العديد من اغاني الراحل ومنها اغنية (علمتني اشلون احبك) واغنية ( تانيني صحت عمي ياجمال ) واغنية ( مكتوب مكتوبين ) واغنية ( دكتور جرح الاولي عوفة) واغنية ( شكول للناس) واغنية ( نازل يقطار الشوق) واغنية ( على ايدي جويت بنار) واغاني كثيرة وجميلة نسال الله عزوجل ان يرحمه