واع / ماهية حرب الدولار في اذلال المواطن / رسول الحسون / اراء حرة

نعم ( المصائب لاتأتي فرادى) في وضع عراقنا المنكوب ، ونحن نودع هذه السنة المشؤومة بعناوينها ،الكوارث وهول الحوادث والحرائق والمصائب المتلاحقة والانتكاسات والدمار ووباء الفقر المستعصي وسيل الدم اللامنتهي والقتل بكل انواعه وفورة المظاهرات وبعدها اسكاتها بالوعود الخاوية والعهود البالية وما صدقت شهورها بالتنبؤات بالشرور القادمة مع  وباء كورونا ونسخته الجديدة والذي لازال يفتك بالارواح ، كلها اصابت دون هداوة جدران بيوتنا وشوارعنا وساحاتنا وعوائلنا، ولكن المصيبة رغم ما سحقت رحى طاحونة العقود الماضية من جسد الوطن ما يكفي الا اليوم قد (طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولم يبق فى قوس الصبر منزع، شح القوت، وخربت البيوت، وبلغت القلوب الحناجر)، بل اكثر من ذلك شراسة وعنفاً وايذاء ، خاصة عندما تكون الاستهانة بالمواطن ومعاناته من قبل من يملكون السلطة التي كانوا هم اصل اسبابها ، حيث يظهر المسؤولين السياسيين العراقيين من على الشاشات الفضائية ومن على كراسيهم الوفيرة في نبرة الواثقين بان كل شيء سيكون على ما يرام ، ما دام يملكون زمام الامور ويتكلمون من الاعالي عن معالجة العلل في عجز الميزانية والتي كانوا مصدرها وبعد امتلئت جيبوهم بالحرام السحت وازداد عدد عقاراتهم شاهقة في بقاع الارض وتنوع صنوف منتجعاتهم على بحار الله الواسعة وتضخم ارصدتهم الفلكية تعادل ميزانيات دول وحياة ابنائهم (الدرجة الاولى) وليس اولاد ( الخايبة) في حضن ونعيم خضرة الغرب بين الوجوه الحسن والماء والهواء العليل ،  حيث لم يكن المواطن يوما في حساباتهم او تقديراتهم ، والدليل القاطع الاخير حيث لم يفكروا ولو لحظة عن عواقب ما تؤول اليه اوضاع الناس بعد ان تم  اقرار قرارهم المجحف في القاعات الفارهة الواسعة وبدأت على سيمائهم أمارات الانتصار على المواطن المغلوب على امره وياخذهم الزهو بالتعنت والتجبر بما يصرحون به وتاكيدهم ان قرارهم لا رجعة فيه بخصوص بنود الموازنة غير العادلة للعام القادم، قرروا ببساطة وبخط قلم في لحظة اجتماع من ناس لم يكونوا يوما من بين المستضعفين في ارضنا وبمحض الصدف الملعونة ان يتملكوا من رقاب المواطنين ، حيث لم يتألم احد منهم يوما بلسعة العوز او ينتابه الشعور بمرارة الحاجة او لديه افواه اطفال فاغرة تنتظر لقمة حلال  ، ان هدف قراراتهم ان ينهار ويداس الفقير ويزداد عدد الجياع  ويتعمق ذل الرجال في كسب لقمة الحياة وتهدر كرامته .

وان مبرراتهم في تلك القرارات لتلافي العجز في الميزانية بعمليات قيصيرية وتعويم العملة ، كأن المواطن الفقير هو الذي نهبها واستولى عليها ، مع العلم ان معظم المواطنين لازالوا  لا يملكون شبرا في ارض الوطن المغتصب من الحرامية والأفاكين وعديمي الضمير والانسانية ، ان قراراتهم ستزيد اعداد الشباب الذين يمضغون مرارة البطالة ويرى عمرهم ينهدر ويبقوا عالةً على اهلهم الذين لا يوفرون رزق يومهم، او النساء الارامل والامهات الثكلى وصدى صرخاتهم التي ملئت الافاق بدعوات الاستغاثة للعيش بكرامة بعد ما ضحى ابنائهم بارواحهم ليعيش السياسيين بالترف والنعيم ويهان اهلهم وذويهم  ، قالوها دون ان يكون لحظة تفكير ان الفقير سيتضرر و الامور ستتعقد والوضع سيتأزم على المتعففين والشرفاء ، يقولونها بكل صراحة لانه ( إذا لم تستحٍ فاصنع ما شئت)

وكما قال المتنبي كأن قدرنا ان تكون (المصائب والمحن على المرء , فلا يصحو من مصيبة الا والاخرى متشبثة ).