واع/من المسـؤول عن تدهور الصناعات الجلدية في العراق ؟! ومن سيعيد الحياة اليها ؟؟!


وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع ) / خالــد النجــار / بغــداد
عندما كنا صغارا تعودنا وفي ايام العيد السعيد وفي المناسبات العائلية البسيطة جدا ان نشتري ( الاحذية) لانها تستهلك اكثر من الملابس كما هو معروف !! وخاصة الاطفال لايهتمون بتلف الاحذية او تمزقها او استهلاكها ، مع انها كانت ماركات قوية ومعروفة في الاسواق العراقية والعربية وحتى الدول الغربية ومنها ( احذية بـــاتـــا واحذية دجـــلة) ولايوجد منافس لها في اسواق الدول العربية انذاك! لانها ماركات لايوجد منافس في العالم !وكبرنا وانتشرت في الاسواق العراقية انواع عديدة من تلك الاحذية لا انها وبلا شك لم تتمكن من منافستها، وحتى الاحذية التجارية لماركات عراقية محلية معروفة كانت لها شهرتها وسمعتها مثل احذية (سعيد حراق وزبلوق وريفان) وغيرها من الانواع الفاخرة ، ولكن ومع الاسف الشديد فبعد احداث عام 2003 سيئة الصيت تردت الصناعات العراقية بمختلف انواعها واشكالها سواء الاستهلاكية او التجارية او الاغذية والصناعات الكهربائية ..الخ..خلاصة الموضوع لماذا تردت الصناعات العراقية ومنها صناعة الجلود؟؟
ـ هذا الريبورتاج الصحفي الذي القت الضوء عليه ( وكالة انباء الاعلام العراقي ـ واع) في شارع الرشيد قلب بغداد النابض وفي (محلة عمار وراس القرية ) التقينا عددا من اصحاب بعض مصانع الاحذية الشهيرة التي بدات تلفظ انفاسها الاخيرة وبدون الدعم الحكومي وتوفير الغطاء الصناعي والمهني لها مع فتح الاستيراد على مصراعيه لدخول انواع الاحذية المستهلكة والتجارية البحتة ؟! وليست كالصناعات العراقية المعروفة والتي حاز معظم اصحابها على الجوائز العالمية الحقيقية عن انتاجهم ؟


( واع ) بداية التقت السيد داود سلمان الخياط رئيس نقابة الغزل والنسيج والجلود احد تشكيلات الاتحاد العراقي لنقابات العمال حيث تحدث بثقة عالية من ان نقابتهم سوف تعيد هيبة الصناعات العراقية جميعها ومنها الصناعات الجلدية المعروفة الى الساحة التجارية العربية والعالمية ورفعنا شعار ( صنع في العراق ) كتحدي لاعادة الحياة لكل المعامل والمرافق الصناعية والمصانع الى سابق عهدها وسمعتها المعروفة بالتعاون مع الجهات المعنية ومنها وزارة الصناعه والوزارات المعنية، ولابد من القول بان معظم صناعيينا العراقيين المعروفين على الساحة الصناعية العراقية وماتبقى منهم على قيد الحياة او تقدم به العمر ولكن ورثتهم وابنائهم يديرون تلك المعامل حتى الان ولكن الظروف والمعطيات لاتخدمهم مع انقطاع التيار الكهربائي من جهة وعدم توفر بعض الخامات الضرورية الداخلة في الصناعات الجلدية وكذلك ضيق المنطقة التي تضم تلك المعامل وهي ( محلة عمار وراس القرية ) في شارع الرشيد قلب بغداد النابض!!
ـ واضاف الخياط لـ ( واع ) : واحدة من تلك المشاكل التي يعاني منها اصحاب المصانع والمعامل في شارع الرشيد هي عدم تعاون اجهزة البلدية وامانة بغداد معهم والتي تشمل التبليط وترتيب تلك الفروع الصغيرة التي لو ارادوا تبليطها فانها لن (تستغرق منهم اكثر من يوم واحد فقط )!! نعم يوم واحد فقط ليعيدوا الحياة الى تلك المنطقة وان يكون شعارهم من اجل بغداد انظف واجمل واحلى ، وكذلك مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المتكررة يوميا وبشكل دائم مما يؤثر سلبا على اعمال تلك المصانع التي تحتاج الطاقة الكهربائية وديمومتها اضافة الى الازبال والانقاض التي ترمى هنا وهناك بدون رقابة الامانه او متابعتهم لها !والذي يؤثر على جمالية شارع الرشيد وتاريخه الكبير في وسط العاصمة الحبيبة بغداد .!واود ان اشيرالى الجهات المعنية والمساندة من اجل تجهيز الطاقة الكهربائية لهذه المنطقة بمعاملها ومصانعها حيث يوجد في شارع الرشيد اكثر من (1000 الف معمل وورشة انتاج احذية وجنط مختلفة الاستعمالات ) وهي منطقة عمارالتي تعتبر ( منطقة منكوبة قولا وفعلا)؟؟!! وعلى امانة بغداد ايلائها الخدمات المطلوبة واضافة لمسات الجمال والنظافة والاهتمام بفروعها وازقتها التي اكل الدهر عليها وشرب! ونكرر مرة اخرى هذه المنطقة تقع في شارع الرشيد قلب بغداد النابض بالحياة.
ـ مجموعه كبيرة من عمال واصحاب معامل الاحذية في منطقة عمار وراس القرية وسط شارع الرشيد توجهوا بالشكوى الى ( وكالة انباء الاعلام العراقي ) كونها ولاذهم وايصال صوتهم لمن يعنيهم الصناعه العراقية بكل مفاصلها ومنها الصناعات الجلدية التي شهدت تدهورا كبيرا وملحوظا للاسباب التي اشرنا اليها في بداية الموضوع حيث يقول السيد علاء كريم صاحب( معمل احذيةعلاءحداد) لـ ( واع ) : اذا كان من يسال عن تدهور الصناعات الجلدية فهناك اسباب كثيرة ونلخصها بااهم معامل ومصانع الاحذية في بغداد تقع في شارع الرشيد وفي محلة ( عمار وراس القرية) والفروع المجاور لها ، وان اكثر تلك المعامل قد حصلت على عدة جوائز تقديرية عالمية من جهات مرموقة في عالم الصناعات الجلدية، ويضاف اليها انها من الشركات الاولى في العراق بعد (جلود) ، ونتمنى من السيد رئيس الوزراء الاهتمام بكل الصناعات العراقية ومنها صناعة الجلود المختلفة واستثمارطاقاتنا وتوظيف العمال وتوفير الاف فرص العمل لهم من خلال توزيع قطع اراضي صناعية لبناء تلك المعامل وتوفير انسيابية التيار الكهربائي الذي بدا هو الاخر يؤثر سلبيا على الانتاج المحلي بجودته العالمية المعروفة.


ـ اما السيد مهند ماجد حمودي صاحب معمل احذية نسائية في نفس منطقة عمار فيؤكد لـ ( واع):عدا ماذكره الاخرين حول تردي الصناعات الجلدية في العراق واسبابها هناك ايضا عوامل اخرى ضاعفت من تردي هذه الصناعه وهي ( انقطاعات التيار الكهربائي ) والتي تزامنت مع حركة المصانع وتاثيرها المباشر عليها!، وعدم الاعتمام باي شكل من الاشكال في هذه المنطقة التي اصبحت مدينة اشباح حتى في وقت الظهيرة في قلب بغداد!! والاهمال الواضح الذي تشهده من تردي الخدمات من قبل بلدية المنطقة وعمال النظافة واخذ( الاتاوات )!! من قبل بعض العاملين في امانة بغداد؟ولابد من تطوير المنطقة لانها تقع في قلب العاصمة بغداد ويجب تحسين الخدمات والتبليط وتنظيف المجاري وترتيب جمالية هذه المنطقة ايضا لانها تكاد تكون مزارا تراثيا عراقيا يزوره العراقيين والعرب والاجانب بشكل دائم ويخجلنا ان يكون بمنظره المسى لبغداد وجمالها وتاريخها!ولابد من صحوة عمل كبرى لاعادة الحياة اليها مجددا.
ـ ( واع ) التقت الصناعي الثاني والمهني السيد مؤيد قند كاظم ليتحدث عن موضوع تدهور قطاع صناعة الجلود قائلا: الصناعات الجلدية العراقية وخاصة القطاع الخاص قبل عام ) 2003( كان في قمة عظمتها وجودته بحيث لاتضاهي منتجاتنا اي من الاجنبية باي شكل من الاشكال وان جودة انتاجنا فاقت حتى صناعة الاحذية الايطالية الشهيرة، ولابسط مثال ان منتوجاتنا انذاك حصلت على اهم الجوائز العالمية في هذه الصناعة وقد بلغت منتجاتنا قمتها وتصديرها الى معظم دول العالم ومنها الدول العربية ايضا ، واليوم نحن نتمنى من الجهات الحكومية المختصة( حماية المنتوج الوطني العراقي ) وغلق باب الاستيراد المفتوح على مصراعيه من استيراد الاحذية الرجالية والنسائية والجنط المختلفة ،لان المعامل العراقية مشهورة بجودة الانتاج ،وكنا نصدر المنتوج الى خارج العراق، ونستلم الوارد بالعملة الصعبة وقت حصارعلى العراق ونوفر العملة الصعبة للبلد من الخامات العراقية ،نسال اليوم( لماذا الدولة عاجزة عن حماية المنتوج الوطني ؟) ولم تدعم القطاع الخاص؟! كذلك نتمنى تقليل الضرائب عن الصناعيين العراقيين لانهم متضررين من وقف معاملهم ولديهم التزامات مع العمال والمعمل فيه اكثر من( ٢٠ عاملا مضمونا) وانا واحد منهم ونشدعلى ايدي النقابة العامة للغزل والنسيج والجلود على متابعاته وزيارتها المستمرة ،وتفقد احوال العمال ومعرفة ظروفهم المعاشيه والمهنية ومتابعة احوالهم المختلفة ..ـ اما احد العاملين في قطاع صناعة الجلود الصناعي وليد فيقول لـ ( واع ) :كل الناس اعتادت على المنتوج المحلي من الصناعات الجلدية وخاصة المصنع المحلي في منطقتنا والتي يعرفها تقريبا كل البغداديين القدماء والجدد، وبدات تعاني هذه المنطقة من الاهمال وعدم وجود اية خدمات تذكر فيها ، والكهرباء ايضا كانت سببا اخر لتهجير اصحاب تلك المحلات ومصانعهم على مايبدوا،ومعاملنا بحاجة ايضا لديمومة الكهرباء وانسيابيته لان هناك مواد تدخل ضمن العمل (ماكنة الحقن) التي اذا توقفت اثناء العمل وانقطاع الكهرباء فاننها تسبب مشكلة كبيرة للمعمل بسبب تجمد تلك المواد وبالتالي تلفها نهائيا وهي تكلف عملة صعبة لايستهان بها ، وعليه نطالب ايضا بتوفير الكهرباء بشكل طبيعي لتستمرعملية الانتاج بشكل سهل ولصناعة الفلورينات الداخلة في تصنيعه، وانتاجنا من الاحذية والجنط والجلود يضاهي الصناعات في الوطن العربي وفي دول اوربا وامريكا ولدينا شهادات وجوائز عالمية تؤكد وتثبت ذلك ، ويمكننا ايضا ان نشارك في جميع المعارض التي تقام في العراق وفي الشرق الاوسط والعالم لاهمية منتجاتنا وجودتها.